• مفهوم الحاجة


    حّتى يمكن للهياكل و المهنيين المتدخلين في مجال إشباع الحاجات الإنسانية أن يحدّدوا بدقة
    الحاجة موضوع التدخل

    فإّنه يتعين عليهم في مرحلة أولى المعرفة الجيّدة بماهية الحاجة


    -1-1 مفهوم الحاجة :
    يمكن تعريف الحاجة بأنها

    تلك الحالة من الرحمان التي يشعر بها الإنسان و تجعله يحسّ
    بأنه مهدّد في كيانه.

    فهي حالة من النقص الجسمي أو النفسي أو الإجتماعي التي تلحّ على الإنسان
    و تجعله ينزع نحو إشباعها .

    فعندما لا يكون الإنسان قد تناول طعاما منذ فترة من الزمن فإنه يبدأ
    بالشعور بالجوع أي يشعر بأنه في حاجة إلى الأكل و كّلما امتدّت مدّة عدم تناول طعام إ ّ لا
    و اشتدّت معها درجة الجوع و الشعور بالحاجة إلى الطعام. و بطبيعة الحال فإنّ سلوك الإنسان في
    هذه الحالة سيكون موجّها نحو تجاوز حالة الحرمان أو الحاجة.


    و لعّله من البديهي التذكير بأنّ الحاجات ليست فقط على صلة وثيقة بالدوافع الأوّلية
    الفيزيولوجية كالجوع و العطش المرتبطة مباشرة بوجود الإنسان

    بل إنّ الإنسان قد يشعر كذلك
    بالحاجة الشديدة إلى الآخرين و إلى تقبلهم الجيد له .

    كما قد يشعر الإنسان في بعض الحالات بالحاجة إلى البحث و بذل الجهد لإكتشاف شيء جديد

    فيكرس كلّ حياته ووقته في سبيل بلوغ هذا
    الهدف.

    إنّ مختلف هذه الحاجيات هي حاجيات مكتسبة و متعّلمة تجعلنا نكتشف الطابع النسبي
    للحاجيات حيث أنها تختلف من شخص إلى آخر و من فضاء جغرافي و ثقافي إلى آخر .


    و بالإضافة إلى ما سبق فقد بيّنت كلّ الدراسات و البحوث العلمية أنه مهما تعدّدت
    و تنوّعت الحاجيات الإنسانية

    فإنّ الحاجيات الفيزيولوجية تبقى الأساسية بإعتبارها ترتبط ارتباطا
    وثيقا ببقاء الإنسان

    و بصفة عامة فإنه كّلما امتدّت فترة الحرمان التي يشعر بها الإنسان كلما كانت
    حاجياته قويّة.